بحـث
المواضيع الأخيرة
العدالة عند افلاطون
صفحة 1 من اصل 1
العدالة عند افلاطون
العدالة عند افلاطون
يعلن السوفسطائي « ثراسيماخوس »
أن القوة هي الحق , وان العدالة هي مصلحة الاقوى , وأن الحكومات المختلفة سواء أكانت ديمقراطية , أو اورستقراطية , أو اتوقراطية تسن القوانين وفقاً لمصالحها , وتستخدم هذه القوانين لخدمة مصالحها أن هذه الحكومات تقدم لشعبها ما تسميه بالعدالة وتعاقب
كل من يتجاوز حدود هذه العدالة , أو ينتهك حرمتها , وهذه العدالة تظهر واضحة في الحكومة الاتوقراطية « المستبدة » التي تستولي على السلطة بالغش والخداع والقوة 0
فبعد أن يغتصب الحاكم المستبد اموال الشعب يحيله إلى عبيد , وبدل أن نسميه لصاً ومختلساً ونصاباً نسميه سعيداً ويباركه الجميع « والكلام هنا لافلاطون » ولا يجرؤ احد على لومه , أو انتقاده بسبب الخوف من بطشه 0
هذا هو الميثاق الذي ينسب اليوم إلى الفيلسوف الالماني نيتشه قليلاً أو كثيرا عندما يقول :
« حقا إني اسخر كثيرا من الضعفاء الذين يفكرون انفسهم صالحين , لانهم ليس لديهم مخالب لينبشوها »
وقد عبّر « شتيرنر » عن هذا المبدأ عندما قال « حفنة من القوة خير من كيس من الحق » ولقد ورد في احدى محاورات أفلاطون على لسان السوفسطائي « كاليكلس »
« أن الاخلاق بدعة من اختراع الضعفاء لتقييد قوة الاقوياء » ويرى افلاطون أن السلوك الانساني يجري من منابع ثلاثة رئيسية هي الرغبة والعاطفة , والمعرفة 0
الرغبة والشهوة امر واحد , والروح والطموح والشجاعة امر واحد والمعرفة والفكر والذكاء والعقل امر واحد 0
وهذه القوى الثلاث موجودة في كل الناس بنسب مختلفة فالبعض ليس سوى صورة مجسدة للرغبة بأرواح متململة محبة للكسب تحرقها شهوة الترف والبذخ والمظهر واخرون يملؤهم الشعور بالشجاعة لايبالون كثيرا بمن يحاربون , همهم الحصول على النصر لذاته 0
واخيراً قلة قليلة يجدون بهجتهم في التفكير والتأمل والفهم , لايرغبون في المال ولا في النصر لينصرفوا في هدوء وصفاء إلى الفكر والتأمل ارادتهم من نور لامن نار , انهم رجال الحكمة 0
ويرى افلاطون أن العاطفة تدفن الرغبة والمعرفة ترشدها , وما يجري في الفرد يجري على الدولة 0
يقول افلاطون : يوجد في هذا العالم ثلاث اشياء جديرة بالاهتمام هي العدالة , والجمال , والحقيقة 0 ومن الصعب جدا تعريف اي واحد منهم 0
لكن افلاطون خاطر على حد تعبير «ول ديورانت» ووضع تعريفاً للعدالة يقول :
العدالة هي أن يملك الانسان ويفعل ما هو ملكه »
يقول « ول ديورانت » من ينظر إلى هذا التعريف للوهلة الاولى يجده مخيباً للامل ومثبطاً للهمة , وغير مفهوم ولكن من يدقق فيه وفي اقوال افلاطون عن العدالة يدرك أن ما قصده الفيلسوف هو أن كل انسان يجب أن يتلقى ما يساوي انتاجه , وان يؤدي العمل الذي يتناسب مع طبيعته ومقدرته 0
والانسان العادل هو الذي وضع في مكانه الحق باذلا جهده , مقدما تماما ما يساوي ما يتلقاه فإذا فعل ذلك يصبح المجتمع عظيم الانسجام والفعالية , حيث يصبح كل فرد فيه موضوعا في مكانه , قائما بانجاز اعماله المناسبة له تماماً كالآلات الموسيقية 0
بل العدالة في المجتمع تشبه إلى حد كبير العلاقات التي تجمع الكواكب في حركتها المنتظمة , أو حركتها الموسيقية كما يقول « فيثاغورس » 0
اما عندما يحط رجل الاعمال من قيمة رجل الدولة , وعندما يغتصب الجندي مكان الفيلسوف , يفسد التنسيق بين الاجزاء , وتفسد المفاصل , ويفسد المجتمع وينحلّ والعدالة في الفرد كالعدالة في المجتمع ففي كل فرد عواطف ورغبات وافكار 0 فما لم تعمل هذه العواطف والرغبات والافكار بانسجام يضطرب حال الفرد ولا يستقيم فاما أن يترك الفرد لعواطفه أن توجه عمله كما هو الحال لدى « المتعصب » أو يترك العقل أو الفكر يوجه عمله ويمده بالضوء والحرارة كما في العاقل, أن تخضع الشهوةللعاطفة والعاطفة للعقل فان هذه الشخصية ستبدأ بالانحلال 0
أن العدالة نظام وجمال اجزاء الروح , وان جميع الشرور ناجمة عن عدم الانسجام بين الانسان والطبيعة , أو بين الانسان والانسان أو بين الانسان ونفسه 0
هكذا يجيب افلاطون السوفسطائي « ثراسيماخوس » « وكاليكلس » وجميع اتباع نتشه بقوله أن العدالة ليست مجرد القوة ولكنها انسجام القوة مع الرغبات , والعدالة ليست حق الاقوى و لكنها الانسجام الفعال للكل 0
لقد قدم لنا افلاطون في فلسفته فكرا خلاقا , فما يحتاجه العالم اليوم هو حكم افضل الرجال واحكمهم 0
فلقد قدم لنا دولة مثالية قد يصعب تحقيقها , ولكن المثال دائما يصعب الوصول اليه انما لايصعب الاقتراب منه
منقول
يعلن السوفسطائي « ثراسيماخوس »
أن القوة هي الحق , وان العدالة هي مصلحة الاقوى , وأن الحكومات المختلفة سواء أكانت ديمقراطية , أو اورستقراطية , أو اتوقراطية تسن القوانين وفقاً لمصالحها , وتستخدم هذه القوانين لخدمة مصالحها أن هذه الحكومات تقدم لشعبها ما تسميه بالعدالة وتعاقب
كل من يتجاوز حدود هذه العدالة , أو ينتهك حرمتها , وهذه العدالة تظهر واضحة في الحكومة الاتوقراطية « المستبدة » التي تستولي على السلطة بالغش والخداع والقوة 0
فبعد أن يغتصب الحاكم المستبد اموال الشعب يحيله إلى عبيد , وبدل أن نسميه لصاً ومختلساً ونصاباً نسميه سعيداً ويباركه الجميع « والكلام هنا لافلاطون » ولا يجرؤ احد على لومه , أو انتقاده بسبب الخوف من بطشه 0
هذا هو الميثاق الذي ينسب اليوم إلى الفيلسوف الالماني نيتشه قليلاً أو كثيرا عندما يقول :
« حقا إني اسخر كثيرا من الضعفاء الذين يفكرون انفسهم صالحين , لانهم ليس لديهم مخالب لينبشوها »
وقد عبّر « شتيرنر » عن هذا المبدأ عندما قال « حفنة من القوة خير من كيس من الحق » ولقد ورد في احدى محاورات أفلاطون على لسان السوفسطائي « كاليكلس »
« أن الاخلاق بدعة من اختراع الضعفاء لتقييد قوة الاقوياء » ويرى افلاطون أن السلوك الانساني يجري من منابع ثلاثة رئيسية هي الرغبة والعاطفة , والمعرفة 0
الرغبة والشهوة امر واحد , والروح والطموح والشجاعة امر واحد والمعرفة والفكر والذكاء والعقل امر واحد 0
وهذه القوى الثلاث موجودة في كل الناس بنسب مختلفة فالبعض ليس سوى صورة مجسدة للرغبة بأرواح متململة محبة للكسب تحرقها شهوة الترف والبذخ والمظهر واخرون يملؤهم الشعور بالشجاعة لايبالون كثيرا بمن يحاربون , همهم الحصول على النصر لذاته 0
واخيراً قلة قليلة يجدون بهجتهم في التفكير والتأمل والفهم , لايرغبون في المال ولا في النصر لينصرفوا في هدوء وصفاء إلى الفكر والتأمل ارادتهم من نور لامن نار , انهم رجال الحكمة 0
ويرى افلاطون أن العاطفة تدفن الرغبة والمعرفة ترشدها , وما يجري في الفرد يجري على الدولة 0
يقول افلاطون : يوجد في هذا العالم ثلاث اشياء جديرة بالاهتمام هي العدالة , والجمال , والحقيقة 0 ومن الصعب جدا تعريف اي واحد منهم 0
لكن افلاطون خاطر على حد تعبير «ول ديورانت» ووضع تعريفاً للعدالة يقول :
العدالة هي أن يملك الانسان ويفعل ما هو ملكه »
يقول « ول ديورانت » من ينظر إلى هذا التعريف للوهلة الاولى يجده مخيباً للامل ومثبطاً للهمة , وغير مفهوم ولكن من يدقق فيه وفي اقوال افلاطون عن العدالة يدرك أن ما قصده الفيلسوف هو أن كل انسان يجب أن يتلقى ما يساوي انتاجه , وان يؤدي العمل الذي يتناسب مع طبيعته ومقدرته 0
والانسان العادل هو الذي وضع في مكانه الحق باذلا جهده , مقدما تماما ما يساوي ما يتلقاه فإذا فعل ذلك يصبح المجتمع عظيم الانسجام والفعالية , حيث يصبح كل فرد فيه موضوعا في مكانه , قائما بانجاز اعماله المناسبة له تماماً كالآلات الموسيقية 0
بل العدالة في المجتمع تشبه إلى حد كبير العلاقات التي تجمع الكواكب في حركتها المنتظمة , أو حركتها الموسيقية كما يقول « فيثاغورس » 0
اما عندما يحط رجل الاعمال من قيمة رجل الدولة , وعندما يغتصب الجندي مكان الفيلسوف , يفسد التنسيق بين الاجزاء , وتفسد المفاصل , ويفسد المجتمع وينحلّ والعدالة في الفرد كالعدالة في المجتمع ففي كل فرد عواطف ورغبات وافكار 0 فما لم تعمل هذه العواطف والرغبات والافكار بانسجام يضطرب حال الفرد ولا يستقيم فاما أن يترك الفرد لعواطفه أن توجه عمله كما هو الحال لدى « المتعصب » أو يترك العقل أو الفكر يوجه عمله ويمده بالضوء والحرارة كما في العاقل, أن تخضع الشهوةللعاطفة والعاطفة للعقل فان هذه الشخصية ستبدأ بالانحلال 0
أن العدالة نظام وجمال اجزاء الروح , وان جميع الشرور ناجمة عن عدم الانسجام بين الانسان والطبيعة , أو بين الانسان والانسان أو بين الانسان ونفسه 0
هكذا يجيب افلاطون السوفسطائي « ثراسيماخوس » « وكاليكلس » وجميع اتباع نتشه بقوله أن العدالة ليست مجرد القوة ولكنها انسجام القوة مع الرغبات , والعدالة ليست حق الاقوى و لكنها الانسجام الفعال للكل 0
لقد قدم لنا افلاطون في فلسفته فكرا خلاقا , فما يحتاجه العالم اليوم هو حكم افضل الرجال واحكمهم 0
فلقد قدم لنا دولة مثالية قد يصعب تحقيقها , ولكن المثال دائما يصعب الوصول اليه انما لايصعب الاقتراب منه
منقول
مواضيع مماثلة
» الحق و العدالة
» العمل:العدالة والنجاعة
» العدالة كإنصاف - جون رولز
» اشكالية مفهوم العدالة
» كتب افلاطون
» العمل:العدالة والنجاعة
» العدالة كإنصاف - جون رولز
» اشكالية مفهوم العدالة
» كتب افلاطون
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2nd يونيو 2013, 05:24 من طرف nadhem
» إلى أين تسعى ياجلجامش؟
27th سبتمبر 2012, 01:21 من طرف احمد حرشاني
» لست أدري! لست أدري!
27th سبتمبر 2012, 01:14 من طرف احمد حرشاني
» تلخيص مسالة الخصوصية والكونية
5th ديسمبر 2011, 01:04 من طرف احمد حرشاني
» شواهد فلسفية: الانية والغيرية
5th ديسمبر 2011, 01:03 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية
5th ديسمبر 2011, 01:02 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية اللغة
5th ديسمبر 2011, 01:02 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية المقدس /الأسطورة
5th ديسمبر 2011, 00:57 من طرف احمد حرشاني
» شواهد من اقوال الفلاسفة عن الصورة
5th ديسمبر 2011, 00:53 من طرف احمد حرشاني