الفلسفة في الباكالوريا
مر

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الفلسفة في الباكالوريا
مر
الفلسفة في الباكالوريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» العمل: النجاعة والعدالة
الاخر والتواصل Empty2nd يونيو 2013, 05:24 من طرف nadhem

» إلى أين تسعى ياجلجامش؟
الاخر والتواصل Empty27th سبتمبر 2012, 01:21 من طرف احمد حرشاني

» لست أدري! لست أدري!
الاخر والتواصل Empty27th سبتمبر 2012, 01:14 من طرف احمد حرشاني

» تلخيص مسالة الخصوصية والكونية
الاخر والتواصل Empty5th ديسمبر 2011, 01:04 من طرف احمد حرشاني

» شواهد فلسفية: الانية والغيرية
الاخر والتواصل Empty5th ديسمبر 2011, 01:03 من طرف احمد حرشاني

» شواهد :الانظمة الرمزية
الاخر والتواصل Empty5th ديسمبر 2011, 01:02 من طرف احمد حرشاني

» شواهد :الانظمة الرمزية اللغة
الاخر والتواصل Empty5th ديسمبر 2011, 01:02 من طرف احمد حرشاني

» شواهد :الانظمة الرمزية المقدس /الأسطورة
الاخر والتواصل Empty5th ديسمبر 2011, 00:57 من طرف احمد حرشاني

» شواهد من اقوال الفلاسفة عن الصورة
الاخر والتواصل Empty5th ديسمبر 2011, 00:53 من طرف احمد حرشاني

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

الاخر والتواصل

اذهب الى الأسفل

الاخر والتواصل Empty الاخر والتواصل

مُساهمة  احمد حرشاني 7th مايو 2011, 00:23

إنّ الآخر يفرض نفسه عليّا, فأنا أحبّه, أكرهه, أُهمله, أتذكّره, أنساه, أشتهيه, أُقلّده...فلا توجد حياة وجدانيّة أو عمليّة أو أخلاقيّة أو حتّى عقلانيّة لا يحضر فيها الآخر, فالحقيقة ذاتها, حقيقة العلوم, تستدعى بكونيتها حضور الآخر : تشترط الاعتراف بها.
من المستحيل أن أعي بذاتي, من المستحيل أن أُنتج علما بدون الإحالة المباشرة أو غير المباشرة إلى الآخر. إلاّ أنّ حقل التفكير حول العلاقة و التواصل مع الآخر محدود و ضيّق. ففي فلسفة مؤسّسة على مركزيّة الذّات و ممحورة حول الأنا ككيان مستقل بذاته, تنحو العلاقة بالآخر لأن تختزل في حركة توسيع الأحداث الملاحظة عن الفرد وحده. و ذلك ما نلاحظه اليوم أيضا في مناهج العلوم الإنسانيّة, إذ أنّ الأفراد يقع تناولهم كمواضيع و العلاقات الخاصّة التي يمكن أن يقيموها فيما بينهم تعتبر أمرا عارضا و لا تدخل في التعريف العام.
هذا يعنى أنّ ظاهرة العلاقة بالآخر تدخل في اهتمام التفكير الذي, وإن يُبقي على وحدة الوعي, لا يعتبره معطى مقدّس و لكن مسار أو مهمّة تحصل في التّاريخ. ذلك أنّه لكي يصبح الآخر مشكلا حقيقيّا, يجب أن نسلّم بتميّز الذوات و في نفس الوقت نسلّم بضرورة دخولها في تلاقح حتى تتكون. ذلك هو الشأن عند Hegel(1) عندما حلّل انبجاس الوعي انطلاقا من الرّغبة. فالذّات تتحدّد أوّلا باعتبارها رغبة, و لكن رغبة غير حرّة, لأنّها رغبة رغبة الآخر, أي أنّها رغبة في موضوع يمثّل في نفس الوقت موضوع رغبة الآخر. و في هذه التجربة الأولى تدرك الذّات أنّها لا توجد إلاّ بواسطة الآخر, فهي ليست الوعي الوحيد و المتفرّد كما هو الشأن بالنسبة للكوجيتو الدّيكارتي, إذ أنّها ستتحدّد بمجابهة الآخر الذي يسعى بدوره إلى تحقيق نفس الرّغبة. و في هذه الرغبة للاعتراف المتبادل La Reconnaissance Mutuelle يبدو الآخر كنفيٍ للذّات, بما أنّها تتحدّد بنفيه وهو وعي يسعى إلى تحقيق ذاته بدوره, لذلك فإنّ هذه التجربة تؤدّي حتما إلى الصّراع, ذلك هو الأصل البعيد لجدليّة السّيد و العبد : المنتصر يستعبد الآخر, و لكنّه يحكم على نفسه بالتّقوقع داخل تناقض, لأنّه يتحصّل على اعتراف من ذات فقدت وعيها بذاتها كذات واعية.
و نقطة انطلاق التفكير السارتري تشبه التمشّى الهيقلي إلى حدّ كبير. ذلك أنّ الوجود الإنسانيّ عند سارتر لا يمكن أن يختزل في تجربة الوعي المتفرّد الّذي في ذاته, فهو أيضا الوجود-مع-الآخر Etre-avec-autrui , وهو مفهوم أخذه سارتر عن Heidegger و يفيد عند سارتر كون الآخر دائم الحضور كحرّية حتّى عند غيابه, و تمظهره الأكثر جلاء يكون في مستوى تجربة النّظرة Le Regard(2). فالآخر بما أنّه ينظر إلى نفس المشهد الذي أنظر إليه, يغيّر إدراكي الخاص له, يغير الوعي الذي لي به. و بالإضافة إلى ذلك, فإنّه بنظرته لي أُصبح مجمّدا Figé, لا فقط محوّل كموضوع بل أيضا مغترب في إمكاناتي :« فلا يتعلّق الأمر بكوني أحسّ أنّي أخسر حرّيتي و أصبح شيئا: فحرّيتي هناك, خارجة عن حرّيتي المعيشة باعتبارها محمول يسنده إليّا ذلك الكائن الذي أمثّله بالنسبة للآخر, ذلك أنّني أفهم نظرة الآخر في خضمّ فعلي ذاته, كتجميد و اغتراب لإمكاناتي» (الوجود و العدم). و بما أنّي منتزع من ذاتي أحسّ أنّي مغترب عن الآخر و علاقتي به لا يمكن أن تكون إلاّ علاقة صراع, و قولة سارتر المشهورة «الجحيم هو الآخرين» تقدّم صورة واضحة لفهمه لهذه العلاقة, ذلك أنّ الصدام بين الذوات لا يمكن تجاوزه و علاقة الحريات لا تتضمّن المبادلة, فأنا أدرك الآخر بنظري و أجمّده في مجموعة من التحديدات و هو يقوم بنفس الشيء عليّا.
لاّ أنّ G.Deleuze(3) يسعى إلى تجاوز تصوّر الآخر في المنظور : ذات/موضوع. فالآخر بالنسبة له هو «بنية الحقل الإدراكي»Structure du champ perceptif الذي لا يخضع للذات التي تنجزه, فالآخر هو ظرف تنظيم قبلي Condition d'organisation a priori يشكّله الاستعمال الخاص. و دولوز يحدّد هذه البنية مثل بنية الممكن, بنية عالم لا يوجد خارج الذّات التي تعبّر عنه. و المشكل الحقيقي ليس إذن مشكل علاقة الوعي بالوعي الآخر, و لكن مشكل معرفة ماذا سيكون الوعي عندما تغيب بنية-الآخرLa structure-autrui , فوفق هذا التّصوّر الآخر ليس فردا و إنّما مكانا, و ذلك يتضمّن فكرة فهم الآخر بطريقة إجماليّة, فالأخر هو معطى يتقدّم لنا في إجماليته و لا يقتضي أي جهد تركيبي في الزمن, و فهمه يحصل في مباشريه الآن.
هذا ما نلمحه مثلا في تجربة التّعاطف La Sympathie, فبالتعاطف أكون في اتّصال مباشر بمعيش الآخر, و هو ما يفسّر كوني لا أستطيع أن أعوّض فهمي المباشر للآخر مهما حاول هذا الآخر ذاته ذلك. و Max Scheler(4) يضيف كون ذلك لا ينفي ألاختلافات بين أشكال التواصل المشابهة للتعاطف, فالعدوى, الشكل الانفعالي الذي يعبّر عنه مثلا الضحك و الدموع, تتضمّن اتصال لا يميّز بين فعلي الخاص و فعل الآخر, و نفس الشيء نقوله فيما يخصّ وحدة الأم بابنها, فهي وحدة ترتكز على النّظام الحياتي, و تؤدّي إلى تلاحم بين الشّخصين تتماهى فيه الأحاسيس و تنتفي فيه الحدود, عكس التّعاطف الذي يشكّل تواصلا يتمثّل في فهم إحساس الآخر رغم غياب إحساس شخصي مماثل و معيش حقّا, هذا يعني أن المسألة تتعلّق بما هو ذهني و المشاركة ليست كلّية بما إنها لا تصاحب بسيرورة التماهي, فالتعاطف يبدو كحدس ذهني يضعني في علاقة مع معيش الآخر بدون أن أقاسمه هذا المعيش. و تجربة التعاطف تعني وجود معرفة خاصة بالآخر لا يمكن إرجاعها إلى نمط معرفة العالم الموضوعي و هو نمط المعرفة الذي يحول دون التواصل الحقيقي مع الآخر.
لكن لا دولوز و لا ماكس شيلر يدحضان إمكان الصراع مع الآخر, بل أن ما يقولانه و ما يقوله معهم مارلو بونتي(5) يعنى أن علاقتي بالآخر ليست ضرورة علاقة نزاع, يكفي فقط أن أكفّ عن الاستعلاء على ألآخر و اقبل مبدأ الاختلاف, و إذا كان الآخر مختلفا عنّي فليس معنى ذلك أنّه ضدّي أو عدوّا لي. و هذا يعني أن فهم الآخر و التواصل معه يقتضي مراجعة منطق الهوية و إقرار منطق الاختلاف, ذلك أنّ معرفة الآخر تتعلّق بضرب من الحركة الحدسيّة التي تزرعني في وسط شخصيّة الآخر, و تجعلني أغادر فرديّتي الخاصة حتى أتماهى مع الفرديّة التي أريد فهمها. و ذلك لا يكون ممكنا إلا بفعل إحساس عميق كالحب و التعاطف أو بفعل تواصل قويّ, كالفنّ, يجعلني أعترف بالآخر كشخص, كوعي متفرّد لا يمكن اختزاله في تجربتي معه. و رغم كون تصوّر كهذا يصطدم بنظريّة التحليل النفسي, بما أنه تصوّر يبنى على الإدّعاء بكون الإنسان سيّد نفسه, في حين انّه في علاقة إنكار مع ذاته نظرا لكونه لا يتحكّم في لاوعيه, فإنه ليس لنا خيار آخر, و بما أنّنا نروم التواصل مع الآخر فليس لنا إلاّ تجاوز الإقرار الهدّام : إذا لم أكن قادرا على فهم نفسي فكيف لي أن أفهم الآخر و أتواصل معه
احمد حرشاني
احمد حرشاني
Admin

عدد المساهمات : 475
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
العمر : 51
الموقع : تونس

https://philobactounis.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى