بحـث
المواضيع الأخيرة
هل النجاعة هي القيمة الوحيدة التي ينتجها العمل؟
صفحة 1 من اصل 1
هل النجاعة هي القيمة الوحيدة التي ينتجها العمل؟
الموضوع الأول: هل النجاعة هي القيمة الوحيدة التي ينتجها العمل؟
تفكيك الموضوع: هـــــــل / النـجــــاعـــــة / القيـمـــة الوحـيـــدة / الـتـــــي يـنتــجـهــا / العـمــــل الموضوع يطرح البحث في: - مدى تحقيق العمل لقيمة النجاعة دون غيرها - إمكان تحقيق العمل لقيم أخرى غير الن...جاعة - إمكان تحقيق العمل لقيم أخرى مع النجاعة التمشي المنهجي يقتضي: الإشكالية: - متابعة مشكل علاقة العمل بالقيم التي ينتجها - متابعة مشكل إنتاج العمل لقيمة النجاعة - متابعة مشكل البعد القيمي للعمل في ظل احراجية مطلب العدالة وإقتضاء النجاعة. الأفهمة: - لحظة أولى: تنزيل العمل في الفضاء الليبرالي - لحظة ثاني: اقتضاء النجاعة إطار العمل - لحظة ثالثة: انخراط كل القيم في إطار مطلب النجاعة المحاججة: محددات الانخراط محددات العمل أهمية الإنساني قيم الحرية / السعادة التشكيك في فعل انتاج القيم في النظام الليبرالي التحريـر: لم نعمل؟ يبدو هذا السؤال محرجا للعامل أكثر منه للمفكر أو المنظر الاقتصادي طالما أن العامل لا يملك إجابة واضحة بسبب الغموض الذي أصبح يلف وضعية العامل في ظل التحولات العالمية المعاصرة وفي ظل نظام العولمة وسلطان الشركات العملاقة المتنامي بينما يقدر المفكر أو عالم الاقتصاد أن يحدد إجابة واضحة حول مبررات العمل، ولكن الاحراجية تتعمق أكثر كلما وقع التفكير في القيم التي ينتجها العمل. فهل ينتج العمل القيمة فعلا؟ وهل حقا لا ينتج العمل سوى قيمة "النجاعة"؟ أيعني ذلك أن كل القيم الأخرى تنصهر في هذه القيمة الوحيدة؟ أليست النجاعة إقتضاءا وسيفا مسلطا على رقبة العامل والمؤجر في ذات الوقت؟ أليست النجاعة إقتضاء العولمة؟ وهل يقدر العامل أن يستعيد تلك المعاني والقيم الإنسانية المتعالية كالحرية والسعادة والشعور بالذات؟ لعل تناول هذا المشكل بالبحث يكثف فرص تحرر العامل من سلطان اقتصاد المردودية والنجاعة التي ينادي بها الليبراليون وتبشر بها العولمة في كل لحظة... تتزاوج في الموضوع عبارات تبدو من نفس المجال "العمل"، النجاعة"، الانتاج" وهو ما يدفع للاعتقاد أنه سؤال حول بديهية بينة بذاتها ولا تحتاج للبرهنة، ولكن النظر المعمق قد يكشف ملامح مشكل عويص يتخفى خلفها... فالموضوع يطرح استفهاما حول إمكان قيام هذه التعبيرة في جملة نصية مقررة ما يلي:" ينتج العمل قيمة وحيدة هي "النجاعة"، منبهة من خلال الرابطة "هل" إلى ضرورة التفكير في الإمكانات جميعها أملا في بلوغ جملة نصية نافية ينتج العمل النجاعة كقيمة ولكن لا كقيمة وحيدة" أو "قد ينتج العمل قيما عديدة إلا النجاعة فهو يخضع لها ولا ينتجها" أو "هل فعلا ينتج العمل القيمة؟... وقد يتواصل سيل الأسئلة إلى ما لا نهاية طالما كان الموضوع امكانيا... في حالة عامل، في مصنع للسيارات يمكن ملاحظة ذلك الترابط الوثيق بين الآلة والإنسان وملاحظ ذلك التناسق والتساوي في الحركات وفي ردود الفعل، وكأنهما كائن واحد، والحقيقة أن هذا التساوي والتناسب في الحركات كان المحرك الأصلي لاختراع "تايلور" الراغب في تحقيق اكبر قدر ممكن من النجاعة في العمل ومن المردودية في الانتاج. ومن الربح في الوقت والجهد، فنظام تقسيم العمل كان عنوان النجاعة بامتياز وقد نجح إلى حد كبير في تحقيق ذلك. وليس في الأمر مبالغة، إذا لاحظنا أن اكبر المصانع في العالم اليوم لازالت تعتمد نظام تقسيم العمل بعد تطويره وإقحام الناظم الآلي فيه واستغلال كل التقنيات المتطورة بحثا عن النجاعة المرجوة وعن الاستغلال الأنجع للزمن وللطاقة طلبا للربح والمردودية المثلى... ولعل التساؤل الذي يطرح هنا: هل العمل يساعد على تحقيق النجاعة؟ وهذا التساؤل سيشير إلى أن قيمة النجاعة حاضرة لتبرير للعمل بالنسبة للعامل فهو لا يعمل ترفا، وإنما لحاجة ملحّة: لتحقيق منافعه ومصالحه ويثبت جدارته بأن يحيا، وكذلك أن قيمة النجاعة يمكنها أن تحوي كل القيم التي ينتجها العمل، فهي "جودة" المنتوج، وهي "جدية" العمل وإتقانه، وهي أيضا المردودية المرجوة، ونسبة الربح المرتفعة، وهي كذلك القدر الأكبر من الاكتفاء الذاتي الذي يحققه العامل، واستقلاليته وفعله في الأجسام وحركته التغيرية للطبيعة وللمواد وصناعته الإبداعية للصور والأشكال وتأليفه للكتب وللملاحم... إن العمل هو النجاعة نفسها. وإذا كان الأمر كذلك فلم يجد العامل اليوم حرجا في بيان أهدافه وبرامجه؟؟ قدر العامل أن تسرق ثمرة مجهوده في النظام الليبرالي, كما كان ماركس يؤكد ذلك. فالنجاعة ليست هي القيمة التي ينتجها العمل يقدر ما هي ذلك الإطار الخانق للعامل يجعله مشدودا للظروف الموضوعية للعمل فهو لا يختار زمن العمل ولا مكانه, بقدر ما يسعى للاستجابة وتحقيق ما طلب منه تنفيذا, سمعا وطاعة لصاحب العمل أو المؤسسة المشغلة... وحتى الترقيات في العمل فهي لا تستند غالبا لمطلب الكفاءة بقدر ما تحكمها ظروف أخرى تتجاوز العامل... وتهضم حقه... إنها ملابسات المصالح والعلاقات السّالكة داخل المؤسسة التي صارت تهزّها رياح العولمة ولا تقعدها... القول أن العمل قد يخلق قيمة النجاعة دون سواها قول مردود على أصحابه باعتبار أن العولمة صارت إقتضاءا يتجاوز العمل والعامل المؤجر, وربما يتجاوز نظام العمل ككل باعتبار الانخراط في المنظومة العالمية التي تخضع في كليتها للمقاربة الليبراليّة فالحديث عن العمل المنتج قد يعد من قبيل إخفاء الحقيقة وهي أن العمل ذاته صار رقم في معادلة التجارة والسوق العالمية الحرة. التي تخضع العمل لمشيئة حركة رؤوس الأموال وليس العكس إلا في بعض الاستثناءات حيث مازالت بعض الدول تحافظ على نظام اشتراكي عادل يعطي للعمل هامشا من خلق القيم. ولكن هل يخلق العمل القيمة فعلا؟؟ استرجاعا لنص السؤال تعترضنا مفارقة "إنتاج القيمة" فهل القيمة تنتج فعلا؟؟ أليست القيمة موضع طلب؟؟ ألسنا ننشد قيما؟؟ إنها لمحض مجازفة من طارح السؤال آن وضع عبارة "العمل" موضع فاعل لفعل الإنتاج وليس إنتاج البضائع أو السلع وإنما إنتاج القيمة ! وهي مجازفة أودت بنص الموضوع إلى احراجية وتناقض فليس الإنتاج هو الخلق, وإن كنا نقول ذلك أحيانا استثناءا أو مجازا ولكن حال الموضوع هنا : يضعنا في مواجهة مع مقولة "إنتاج القيمة" بشكل مباشر مما يدفع لمراجعة هذا التركيب "إنتاج القيمة". فهو تركيب مفارقي يجمع بين عبارات من مجالات مختلفة "فالإنتاج" يتعلق بفعل التغيير, وبذل الجهد, والعمل, وينتظر نتائج ومؤشرات دالة, ويخضع لحسابات... فهو مفهوم اقتصادي بامتياز بينما تنتمي القيمة لمجال ايتيقي مخصوص, إنها لا تحتسب ولا تقاس وفق سلم مرقم لأنها تستند لمحددات معنوية أخلاقية وأساسية معيارية خاصة بما هو إنساني... والحالة الوحيدة التي يمكن جمع هذه المجالات في قول جامع هي أن يسلم الموضوع بحقيقة معينة وهي اعتبار الخلفية النظرية للقول هي خلفية اقتصادية صرفة, وأساسيا ليبرالية. أما في ما عدا ذلك فنص السؤال مردود على قائله باعتباره مفارقي. ثم إن مراجعة هذا السؤال تكشف عن مقاصد تبريرية للمقاربة الليبرالية شبيهة بتلك التي كان منظر والاقتصاد السياسي, وخاصة أدام سميث, يعملون على تبليغها للناس وهي تمجيد العمل للنجاعة, وطلبه لكرامة العامل على حساب حريته وقيمته كانسان, الوضع الذي وصفه ماركس بأن العامل صار "كومة لحم في آلية من فولاذ" في لقاء عجيب يختلط فيه العرق الآدمي بزيت المحرك, وتتساوى فيه العضلات مع الأسلاك المعدنية في حركة آلية شديدة... إنّها النجاعة في أبهى مظاهرها, يعمل الإنسان ليتموضع ويحوز مكانة مشرفة في المجتمع. إنه صار قادرا على أن يجاري الآخرين في عملية الاستهلاك وفي تحقيقه للمتعة, وفي إدراك لدرجات "الترف" و"التمدّن" المطلوبة.. بل إن جون راولس يقرر أن مطالب المجتمع المتمدن تفصل بين دلالات النجاعة, ودلالة العدالة كقيمة, فالعدالة هي الحرية مثلا لا يجب أن تتنزل في المجال الاقتصادي لأن الخلط غير مقبول, إذ المجال الاقتصادي والاجتماعي سيدمجان بفعل إلحاح النجاعة والمصلحة, أن يكون هناك تفاوت في توزيع الثروة من حيث الأجور, ونوعية العيش, وفقا لمطلب "المصلحة العامة" طالما كان المجتمع هو "المشرّع" وهو المقياس. بينما يظل المجال الأخلاقي والسياسي محافظين على قيم العدالة والمساواة في الحق... هكذا إذن فالحديث عن النجاعة لا يمثل ما هو أخلاقي قيمي لأن أسسه كانت دواما مادية. بينما يتعلق العمل في أبعاده النظرية بقيم إنسانية متعالية ومطلوبة دائما ونعني الحرية والسعادة والعدالة. وعليه فاللقاء الممكن هو لقاء تحريري, عندما يصبح "العمل هو العنصر الذي يحرر العامل فعلا" كما يؤكده سارتر حيث يضرب مثال عاملة تثقب الأحذية, وأخرى تضع العقارب في عداد سيارة, في حركة آلية متكررة "متسائلا إن كانت تعي بذاتها". وينتهي إلى أنها كلما كانت واعية بمقاصد العمل وغاياته القيمية كلما تحررت من عبودية التكرار والآلية وكلما اقتربت من أفق "ما هو إنساني". فقيمة التحرر هي القيمة المثلى التي يمكن أن يطلبها العامل وهو يكابد ويعاني ألم الجهد وتعب بذل الطاقة وإجهاد البدن وصب العرق, وحرق الحريرات في كل لحظة وفي كل حركة... ولا عزاء له إلا أن يستقل بذاته حين يوفر قوت يومه ويكتفي بنفسه عن غيره ولا يسأل الناس إلحافا... جملة القول: ليس في العمل من قيمة إن لم تكن الحرية قيمة القيم التي يطلبها, وإن لم يضع العامل تحقيق كيانه كانسان, هدفا لا محيد عنه, ولا يستثني في ذلك أية صعوبة تعترضه إلا ويكابدها ويعاينها معاناة ليكون.... - بلورة مبررات طرح المشكل - اعتماد فكرة الوضعية المحرجة للعمل في ظل العولمة كمنطلق للاشكالية - اقتراح مقابلة بين العامل – والمنظر الاقتصادي لاستحضار أبعاد المشكل مسبقا. - صياغة المشكل في أسئلة لتيسير متابعة بالتحليل والمناقشة. - رهان المشكل - تفكيك نص السؤال يقتضي متابعة لحظاته جميعها.. - يفترض هذا البحث التوقف عند إحراج عميق - اعتماد حجة واقعية، ونظرية لإثبات الإمكان الأول - تنزيل الإمكان الأول في الواقع المعاصر - مظاهر النجاعة - النجاعة تحوي كل القيم - استخلاص نتيجة الإمكان الأول سؤال تخلص نحو الإمكان الثاني - استحضار مرجعية - مراجعة الإمكان الأول وتنسيبه - تقديم مبررات الإمكان الثاني - تقديم حجج - سؤال تخلص - أسئلة تخلص - مرحلة النقد - نقد صيغة الموضوع - تنسيب استخدام مفهوم الإنتاج - مبررات النقد - كشف الخلفية النظرية ونقدها - استخدام مرجعيات للنقد - تنزيل الموضوع في الواقع اليومي المعاصر - بيان مبررات الطرح الليبرالي - بناء موقف واضح من السؤال - إعتماد مرجعية تحررية - إثبات معنى جديد للقيمة: حفظ كرامة العامل - استخلاص موقف نهائي: إثبات قيمة الحرية
تفكيك الموضوع: هـــــــل / النـجــــاعـــــة / القيـمـــة الوحـيـــدة / الـتـــــي يـنتــجـهــا / العـمــــل الموضوع يطرح البحث في: - مدى تحقيق العمل لقيمة النجاعة دون غيرها - إمكان تحقيق العمل لقيم أخرى غير الن...جاعة - إمكان تحقيق العمل لقيم أخرى مع النجاعة التمشي المنهجي يقتضي: الإشكالية: - متابعة مشكل علاقة العمل بالقيم التي ينتجها - متابعة مشكل إنتاج العمل لقيمة النجاعة - متابعة مشكل البعد القيمي للعمل في ظل احراجية مطلب العدالة وإقتضاء النجاعة. الأفهمة: - لحظة أولى: تنزيل العمل في الفضاء الليبرالي - لحظة ثاني: اقتضاء النجاعة إطار العمل - لحظة ثالثة: انخراط كل القيم في إطار مطلب النجاعة المحاججة: محددات الانخراط محددات العمل أهمية الإنساني قيم الحرية / السعادة التشكيك في فعل انتاج القيم في النظام الليبرالي التحريـر: لم نعمل؟ يبدو هذا السؤال محرجا للعامل أكثر منه للمفكر أو المنظر الاقتصادي طالما أن العامل لا يملك إجابة واضحة بسبب الغموض الذي أصبح يلف وضعية العامل في ظل التحولات العالمية المعاصرة وفي ظل نظام العولمة وسلطان الشركات العملاقة المتنامي بينما يقدر المفكر أو عالم الاقتصاد أن يحدد إجابة واضحة حول مبررات العمل، ولكن الاحراجية تتعمق أكثر كلما وقع التفكير في القيم التي ينتجها العمل. فهل ينتج العمل القيمة فعلا؟ وهل حقا لا ينتج العمل سوى قيمة "النجاعة"؟ أيعني ذلك أن كل القيم الأخرى تنصهر في هذه القيمة الوحيدة؟ أليست النجاعة إقتضاءا وسيفا مسلطا على رقبة العامل والمؤجر في ذات الوقت؟ أليست النجاعة إقتضاء العولمة؟ وهل يقدر العامل أن يستعيد تلك المعاني والقيم الإنسانية المتعالية كالحرية والسعادة والشعور بالذات؟ لعل تناول هذا المشكل بالبحث يكثف فرص تحرر العامل من سلطان اقتصاد المردودية والنجاعة التي ينادي بها الليبراليون وتبشر بها العولمة في كل لحظة... تتزاوج في الموضوع عبارات تبدو من نفس المجال "العمل"، النجاعة"، الانتاج" وهو ما يدفع للاعتقاد أنه سؤال حول بديهية بينة بذاتها ولا تحتاج للبرهنة، ولكن النظر المعمق قد يكشف ملامح مشكل عويص يتخفى خلفها... فالموضوع يطرح استفهاما حول إمكان قيام هذه التعبيرة في جملة نصية مقررة ما يلي:" ينتج العمل قيمة وحيدة هي "النجاعة"، منبهة من خلال الرابطة "هل" إلى ضرورة التفكير في الإمكانات جميعها أملا في بلوغ جملة نصية نافية ينتج العمل النجاعة كقيمة ولكن لا كقيمة وحيدة" أو "قد ينتج العمل قيما عديدة إلا النجاعة فهو يخضع لها ولا ينتجها" أو "هل فعلا ينتج العمل القيمة؟... وقد يتواصل سيل الأسئلة إلى ما لا نهاية طالما كان الموضوع امكانيا... في حالة عامل، في مصنع للسيارات يمكن ملاحظة ذلك الترابط الوثيق بين الآلة والإنسان وملاحظ ذلك التناسق والتساوي في الحركات وفي ردود الفعل، وكأنهما كائن واحد، والحقيقة أن هذا التساوي والتناسب في الحركات كان المحرك الأصلي لاختراع "تايلور" الراغب في تحقيق اكبر قدر ممكن من النجاعة في العمل ومن المردودية في الانتاج. ومن الربح في الوقت والجهد، فنظام تقسيم العمل كان عنوان النجاعة بامتياز وقد نجح إلى حد كبير في تحقيق ذلك. وليس في الأمر مبالغة، إذا لاحظنا أن اكبر المصانع في العالم اليوم لازالت تعتمد نظام تقسيم العمل بعد تطويره وإقحام الناظم الآلي فيه واستغلال كل التقنيات المتطورة بحثا عن النجاعة المرجوة وعن الاستغلال الأنجع للزمن وللطاقة طلبا للربح والمردودية المثلى... ولعل التساؤل الذي يطرح هنا: هل العمل يساعد على تحقيق النجاعة؟ وهذا التساؤل سيشير إلى أن قيمة النجاعة حاضرة لتبرير للعمل بالنسبة للعامل فهو لا يعمل ترفا، وإنما لحاجة ملحّة: لتحقيق منافعه ومصالحه ويثبت جدارته بأن يحيا، وكذلك أن قيمة النجاعة يمكنها أن تحوي كل القيم التي ينتجها العمل، فهي "جودة" المنتوج، وهي "جدية" العمل وإتقانه، وهي أيضا المردودية المرجوة، ونسبة الربح المرتفعة، وهي كذلك القدر الأكبر من الاكتفاء الذاتي الذي يحققه العامل، واستقلاليته وفعله في الأجسام وحركته التغيرية للطبيعة وللمواد وصناعته الإبداعية للصور والأشكال وتأليفه للكتب وللملاحم... إن العمل هو النجاعة نفسها. وإذا كان الأمر كذلك فلم يجد العامل اليوم حرجا في بيان أهدافه وبرامجه؟؟ قدر العامل أن تسرق ثمرة مجهوده في النظام الليبرالي, كما كان ماركس يؤكد ذلك. فالنجاعة ليست هي القيمة التي ينتجها العمل يقدر ما هي ذلك الإطار الخانق للعامل يجعله مشدودا للظروف الموضوعية للعمل فهو لا يختار زمن العمل ولا مكانه, بقدر ما يسعى للاستجابة وتحقيق ما طلب منه تنفيذا, سمعا وطاعة لصاحب العمل أو المؤسسة المشغلة... وحتى الترقيات في العمل فهي لا تستند غالبا لمطلب الكفاءة بقدر ما تحكمها ظروف أخرى تتجاوز العامل... وتهضم حقه... إنها ملابسات المصالح والعلاقات السّالكة داخل المؤسسة التي صارت تهزّها رياح العولمة ولا تقعدها... القول أن العمل قد يخلق قيمة النجاعة دون سواها قول مردود على أصحابه باعتبار أن العولمة صارت إقتضاءا يتجاوز العمل والعامل المؤجر, وربما يتجاوز نظام العمل ككل باعتبار الانخراط في المنظومة العالمية التي تخضع في كليتها للمقاربة الليبراليّة فالحديث عن العمل المنتج قد يعد من قبيل إخفاء الحقيقة وهي أن العمل ذاته صار رقم في معادلة التجارة والسوق العالمية الحرة. التي تخضع العمل لمشيئة حركة رؤوس الأموال وليس العكس إلا في بعض الاستثناءات حيث مازالت بعض الدول تحافظ على نظام اشتراكي عادل يعطي للعمل هامشا من خلق القيم. ولكن هل يخلق العمل القيمة فعلا؟؟ استرجاعا لنص السؤال تعترضنا مفارقة "إنتاج القيمة" فهل القيمة تنتج فعلا؟؟ أليست القيمة موضع طلب؟؟ ألسنا ننشد قيما؟؟ إنها لمحض مجازفة من طارح السؤال آن وضع عبارة "العمل" موضع فاعل لفعل الإنتاج وليس إنتاج البضائع أو السلع وإنما إنتاج القيمة ! وهي مجازفة أودت بنص الموضوع إلى احراجية وتناقض فليس الإنتاج هو الخلق, وإن كنا نقول ذلك أحيانا استثناءا أو مجازا ولكن حال الموضوع هنا : يضعنا في مواجهة مع مقولة "إنتاج القيمة" بشكل مباشر مما يدفع لمراجعة هذا التركيب "إنتاج القيمة". فهو تركيب مفارقي يجمع بين عبارات من مجالات مختلفة "فالإنتاج" يتعلق بفعل التغيير, وبذل الجهد, والعمل, وينتظر نتائج ومؤشرات دالة, ويخضع لحسابات... فهو مفهوم اقتصادي بامتياز بينما تنتمي القيمة لمجال ايتيقي مخصوص, إنها لا تحتسب ولا تقاس وفق سلم مرقم لأنها تستند لمحددات معنوية أخلاقية وأساسية معيارية خاصة بما هو إنساني... والحالة الوحيدة التي يمكن جمع هذه المجالات في قول جامع هي أن يسلم الموضوع بحقيقة معينة وهي اعتبار الخلفية النظرية للقول هي خلفية اقتصادية صرفة, وأساسيا ليبرالية. أما في ما عدا ذلك فنص السؤال مردود على قائله باعتباره مفارقي. ثم إن مراجعة هذا السؤال تكشف عن مقاصد تبريرية للمقاربة الليبرالية شبيهة بتلك التي كان منظر والاقتصاد السياسي, وخاصة أدام سميث, يعملون على تبليغها للناس وهي تمجيد العمل للنجاعة, وطلبه لكرامة العامل على حساب حريته وقيمته كانسان, الوضع الذي وصفه ماركس بأن العامل صار "كومة لحم في آلية من فولاذ" في لقاء عجيب يختلط فيه العرق الآدمي بزيت المحرك, وتتساوى فيه العضلات مع الأسلاك المعدنية في حركة آلية شديدة... إنّها النجاعة في أبهى مظاهرها, يعمل الإنسان ليتموضع ويحوز مكانة مشرفة في المجتمع. إنه صار قادرا على أن يجاري الآخرين في عملية الاستهلاك وفي تحقيقه للمتعة, وفي إدراك لدرجات "الترف" و"التمدّن" المطلوبة.. بل إن جون راولس يقرر أن مطالب المجتمع المتمدن تفصل بين دلالات النجاعة, ودلالة العدالة كقيمة, فالعدالة هي الحرية مثلا لا يجب أن تتنزل في المجال الاقتصادي لأن الخلط غير مقبول, إذ المجال الاقتصادي والاجتماعي سيدمجان بفعل إلحاح النجاعة والمصلحة, أن يكون هناك تفاوت في توزيع الثروة من حيث الأجور, ونوعية العيش, وفقا لمطلب "المصلحة العامة" طالما كان المجتمع هو "المشرّع" وهو المقياس. بينما يظل المجال الأخلاقي والسياسي محافظين على قيم العدالة والمساواة في الحق... هكذا إذن فالحديث عن النجاعة لا يمثل ما هو أخلاقي قيمي لأن أسسه كانت دواما مادية. بينما يتعلق العمل في أبعاده النظرية بقيم إنسانية متعالية ومطلوبة دائما ونعني الحرية والسعادة والعدالة. وعليه فاللقاء الممكن هو لقاء تحريري, عندما يصبح "العمل هو العنصر الذي يحرر العامل فعلا" كما يؤكده سارتر حيث يضرب مثال عاملة تثقب الأحذية, وأخرى تضع العقارب في عداد سيارة, في حركة آلية متكررة "متسائلا إن كانت تعي بذاتها". وينتهي إلى أنها كلما كانت واعية بمقاصد العمل وغاياته القيمية كلما تحررت من عبودية التكرار والآلية وكلما اقتربت من أفق "ما هو إنساني". فقيمة التحرر هي القيمة المثلى التي يمكن أن يطلبها العامل وهو يكابد ويعاني ألم الجهد وتعب بذل الطاقة وإجهاد البدن وصب العرق, وحرق الحريرات في كل لحظة وفي كل حركة... ولا عزاء له إلا أن يستقل بذاته حين يوفر قوت يومه ويكتفي بنفسه عن غيره ولا يسأل الناس إلحافا... جملة القول: ليس في العمل من قيمة إن لم تكن الحرية قيمة القيم التي يطلبها, وإن لم يضع العامل تحقيق كيانه كانسان, هدفا لا محيد عنه, ولا يستثني في ذلك أية صعوبة تعترضه إلا ويكابدها ويعاينها معاناة ليكون.... - بلورة مبررات طرح المشكل - اعتماد فكرة الوضعية المحرجة للعمل في ظل العولمة كمنطلق للاشكالية - اقتراح مقابلة بين العامل – والمنظر الاقتصادي لاستحضار أبعاد المشكل مسبقا. - صياغة المشكل في أسئلة لتيسير متابعة بالتحليل والمناقشة. - رهان المشكل - تفكيك نص السؤال يقتضي متابعة لحظاته جميعها.. - يفترض هذا البحث التوقف عند إحراج عميق - اعتماد حجة واقعية، ونظرية لإثبات الإمكان الأول - تنزيل الإمكان الأول في الواقع المعاصر - مظاهر النجاعة - النجاعة تحوي كل القيم - استخلاص نتيجة الإمكان الأول سؤال تخلص نحو الإمكان الثاني - استحضار مرجعية - مراجعة الإمكان الأول وتنسيبه - تقديم مبررات الإمكان الثاني - تقديم حجج - سؤال تخلص - أسئلة تخلص - مرحلة النقد - نقد صيغة الموضوع - تنسيب استخدام مفهوم الإنتاج - مبررات النقد - كشف الخلفية النظرية ونقدها - استخدام مرجعيات للنقد - تنزيل الموضوع في الواقع اليومي المعاصر - بيان مبررات الطرح الليبرالي - بناء موقف واضح من السؤال - إعتماد مرجعية تحررية - إثبات معنى جديد للقيمة: حفظ كرامة العامل - استخلاص موقف نهائي: إثبات قيمة الحرية
مواضيع مماثلة
» العمل: النجاعة والعدالة
» العمل : النجاعة والعدالة * علي زروق : أستاذ اول منوبة
» النجاعة والاغتراب
» عن المهارات المنهجيّة التي لابدّ منها لكتابة المقال الفلسفي
» في دلالة العمل
» العمل : النجاعة والعدالة * علي زروق : أستاذ اول منوبة
» النجاعة والاغتراب
» عن المهارات المنهجيّة التي لابدّ منها لكتابة المقال الفلسفي
» في دلالة العمل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2nd يونيو 2013, 05:24 من طرف nadhem
» إلى أين تسعى ياجلجامش؟
27th سبتمبر 2012, 01:21 من طرف احمد حرشاني
» لست أدري! لست أدري!
27th سبتمبر 2012, 01:14 من طرف احمد حرشاني
» تلخيص مسالة الخصوصية والكونية
5th ديسمبر 2011, 01:04 من طرف احمد حرشاني
» شواهد فلسفية: الانية والغيرية
5th ديسمبر 2011, 01:03 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية
5th ديسمبر 2011, 01:02 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية اللغة
5th ديسمبر 2011, 01:02 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية المقدس /الأسطورة
5th ديسمبر 2011, 00:57 من طرف احمد حرشاني
» شواهد من اقوال الفلاسفة عن الصورة
5th ديسمبر 2011, 00:53 من طرف احمد حرشاني