بحـث
المواضيع الأخيرة
تدريب على تحليل موضوع فلسفي
صفحة 1 من اصل 1
تدريب على تحليل موضوع فلسفي
تدريب على تحليل موضوع فلسفي
مسألة التواصل و الأنظمة الرمزية.
الأستاذ فيصل خضر
(الموضوع ) : قيل " الإنسان يتكلم العالم و لا يكلم العالم "
الإثبات النفي انظر في وجاهة هذا الرأي.
* لحظة التمهيد :
إن وجود الإنسان في العالم و بقائه يقتضيان معرفته و بناء علاقة معه و هذه العلاقة تحتاج و وسائط و أنظمة من خلالها يعيد الإنسان تشكيل هيئة العالم و في هذا الإطار يتنزل القول " الإنسان يتكلم العالم و لا يكلم العالم ".
* لحظة طرح المشكل :
فكيف يتكلم الإنسان العالم ؟ و ما هي أدواته أي وسائطه في ذلك ؟ و هل نجح الإنسان من خلال الأنظمة التي صاغها من إدراك حقيقة العالم ؟ أم أن هذه الوسائط حالت دون ذلك ؟
* لحظة الاشتغال على المفاهيم :
الاشتغال على المفاهيم
العالم هو المفهوم المركزي الذي يتمحور حوله الموضوع.
* العالم هو العالم الموضوعي ؛ الذي نتمثله مباشرة عبر الحواس و يمكن ان نحوله الي عالم رمزي – حيث يقع بناؤه عبر تمثلات و رؤى و رموز متعددة و مختلفة.
* يتكلم : يتمثل / يترجم / يعيد انتاج و صياغة العالم الموضوعي غاية تحويله الي عالم رمزي.
* لحظة التحليل :
الاشتغال على المسلمات الضمنية
ملاحظة : يطالب التلميذ بتحليل الإقرار الوارد في صيغة الموضوع.
« إن الإنسان يتكلم العالم و لا يكلم العالم «
- يثير الموضوع إشكالية العلاقة بين الإنسان والعالم ؛ هل هي علاقة مباشرة تتم عبر الحواس أم هي علاقة من نوع آخر ؟
هل نعاشر العالم و ظواهره ؛ معاشرة مباشرة في منأى عن تمثلات و وسائط رمزية ؛ أم نوجد في العالم انطلاقا من علاقات مغايرة يتم إنتاجها و إنشاؤها ؟
- إن علاقة الإنسان بالعالم هي علاقة قديمة قدم الإنسان ذاته ؛ فالإنسان حاور العالم منذ وجوده ؛ من خلال الخرافة و الأسطورة ؛ و هذا الحوار المسكون بهاجس السؤال و هًمْ الإنسان المعرفي الذي يرتبط بمعرفة حقيقة الوجود و حقيقة الذات.
- تحديد العلاقة بين الإنسان و العالم – هل هي علاقة حوارية (ذات تحاور ذات ) – أم أنها علاقة ذات بموضوع ؟.
- يكشف القول عن العلاقة القائمة بين الإنسان والعالم و هي علاقة ذات بموضوع و نتبين ذلك من خلال – الإحالة اللغوية " لا يكلم العالم".
الإنسان هو الذات الفاعلة في هذا الحوار الذي تقيمه مع العالم ؛ هو الذات المبدعة " الإنسان يتكلم العالم ".
- الإنسان يتفاعل مع العالم و يتكلمه – أي يعيد صياغته و ترجمته في رموز يتمثلها عبر فكره ؛ مرتكزا في ذلك على أنظمة رمزية متعددة.
- الإنسان في علاقته بالعالم ؛ يتجاوز علاقته الأولى ؛ تلك العلاقة البدئية و المباشرة ؛ ليدخل في علاقة مابعد طبيعية بالعالم " علاقة ثقافية" تعكس امتياز الوجود الإنساني ؛ الذي يقفز فوق الطبيعي و الحسي و المباشر؛ ليندرج في عالم يتمثله و يكلمه من خلال رموز مختلفة تجمع بين الخرافي و الخارق و بين الدلالي و الاداتي و بين الجمالي و النفعي . يقول غارودي : " عندما تحكي الاسطورة على نحو مجازي و رمزي كيف حدثت الواقعة و لماذا؛ فأنها تعطي دلالة للعالم و للوجود الانساني و تقترح بذلك على الانسان نموذجا او طريقو مثلى للوجود و الفعل ".
- إن الصياغة الرمزية للعالم ؛ هي "لسان" العالم ؛ فالإنسان هو الذي يجعل من العالم متكلما فهو الذي يؤنسنه و يجعله" ذاتا متكلمة " لتتحرر من صمتها و إلغازها و تكتمها.
- يعكس القول طريقة حضور الإنسان في العالم و هو حضور قولي أي قد يتخذ عدة صور و أشكال ؛ " يتكلم " و هو ما يعكس تعدد اللغات " الأنظمة الرمزية " التي من خلالها" يتكلم الإنسان العالم " ؛ فاللغة و الأسطورة و المقدس و العلم و التقنية و النمذجة و الفلسفة ... ؛ كلها أشكال رمزية تعبر و تترجم هذا الحضور الإنساني في العالم. يقول برغسون " اننا نحيا في منطقة متوسطة بين الاشياء و بيننا ".
يقول "غوزدروف":" ينادي الإنسان العالم و يدعوه للوجود و قد يضاف إلي ذلك أن العالم يدعو الإنسان".
- الإنسان هو الذي يجعل من العالم موجودا – باعتبار أن العالم لا يعي وجوده و هو الذي يهبه قيمته و معناه.
- الإنسان هو الذي يجعل من العالم عالما – إذ يحوله من أشياء محسوسة إلي تمثلات فكرية و بالتالي فالإنسان – في جدليته مع العالم – و في صراعه مع ظواهره و ابهامه – يعيد إنتاج العالم و بنائه في شكل تمثلات و أفكار يمكن التعبير عليها بلغات عدة ( اللغة الرياضية – النماذج العلمية – الأدب – الشعر – اللغة اليومية ) كل هذه اللغات هي – أشكال و رموز تترجم العالم – و تضفي عليه إيقاع المعنى و الدلالة. يقول "غوزدروف" " انه ينتظر إيحاء الإنسان حتى يظهر ظهورا تاما " و يقول كذلك " إن الإنسان يتكلم العالم و لا يكلم العالم ". - الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتميز بالكلام – و بالتالي فاللغة هي تلك القدرة الخاصة بالنوع البشري مبدئيا على التكلم والتواصل - فالكلام هو قدرة ومهارة كل فرد على استخدام اللغة. و بالتالي تشكل اللغة مرجعية أساسية للكلام، كما يمنح هذا الأخير اللغة الحياة والتطور والاستمرارية.
- إن اللغة الكلامية هي خاصية مميزة للإنسان وحده ككائن عاقل، وهي لغة إبداعية ومتطورة وغنية بالدلالات، بينما تظل لغة الحيوان مجرد حركات غريزية وآلية تنتفي معها كل قدرة على التطور والإبداع.
- الإنسان يتكلم العالم – يعبر عن العالم يختزله يحوله يفسره و يفهمه من خلال أشكال و نماذج لغوية متعددة " قصيدة – قاعدة رياضية h2o - لغة فيزيائية ( لوحة مندالياف ) ...
- الإنسان يفكر في العالم ؛ فهو الكائن الذي يتميز بالقدرة على إضفاء المعنى على العالم. فالإنسان يتميز بفاعلية مضاعفة في علاقته بالعالم ؛ تنقسم إلي فاعلية نظرية تتمثل في المعنى و التفكير و التصور و أخرى عملية تتمثل في العمل و تغيير العالم عبر إخراجه من صورته الطبيعية الخام إلي صياغة رمزية.
- يتجاوز الإنسان العلاقة المباشرة و الحدسية مع العالم ؛ ليؤسس لعلاقة موضوعية ؛ يكون فيها لقاء الإنسان بالعالم لقاء المساءلة و الاستكشاف و العمل على تغييره ؛ ذهنيا و عمليا.
- الاعتراض على أن العالم حقيقة معطاة في استقلال عن الإنسان و بيان أن الحقيقة هي إنشاء و شان إنساني.
- يعكس القول إن كثرة الأنظمة الرمزية ؛ التي يتكلم من خلالها الإنسان العالم ؛ لا تتوقف عند حدود معرفة الحقيقة ؛ بقدر ما ترتبط بغاية الإنسان القصوى و المتمثلة في إنتاج المعنى و الدلالة ؛ باعتبار أن الإنسان هو من يهب العالم دلالته و معناه ؛ فالإنسان هو واهب الدلالات و المعاني و العالم في غياب الإنسان لا معنى و لا قيمة له . مثال ذلك : تجربة المقدس وما تمنحه من قداسة للعالم ؛ كالتمييز بين المقدس و الدنيوي أو الرؤية الفنية و ما تمنحه من جمال للعالم ؛ كذلك اللغة باعتبارها فضاء وجود.
- تمكن الإنسان من خلال الأنظمة الرمزية من تحرير العالم من الغموض و اللبس و تحرير ذاته من سيطرة العالم و القطع مع سيادته ليكون الإنسان هو السيد ؛ الذي يبسط سلطانه على العالم و ظواهره.
* لحظة النقاش :
استتباعات الأطروحة:
- رغم قيمة الأنظمة الرمزية التي مكنت الإنسان من التواصل مع العالم و الخروج من الانغلاق و تجاوز عتبة الجهل و التحرر من العجز؛ إلا أن العالم يبقى دائما عالما متلحفا بغموضه ؛ شحيحا في حقائقه و ما كثرة الأنظمة الرمزية و تنوعها إلا إحالة عن صعوبة إخضاع العالم و اكتشافه اكتشافا كليا .
- إن كثرة الأنظمة التي حاور من خلالها الإنسان العالم ؛ تعكس حجم الولع الذي أصاب الإنسان في علاقته بمطلب الحقيقة و بلوغ المعرفة الكلية شوقا منه لمعانقة الكلي.فتصورات الإنسان الذهنية عجزت عن استيفاء حقيقة العالم و حقيقة علاقته بالعالم.
- نظن إن "الإنسان يتكلم العالم" ؛ لكن من الواضح جدا أن هذا" العالم لا يتكلم" ؛ و إن تكلم فهو لا يقول الكثير ؛ ليبقى بإلغازه سيدا يمارس نفوذه على الإنسان . و هو ما أكدته النماذج العلمية حديثا .
- الإنسان يكلم العالم و يناجيه ؛ من خلال رموز متعددة ؛ فهو لا يتكلمه. لان حقيقة العالم لا يمكن أن تختزل في أي رؤية من رؤى العالم أو أي نظام من الأنظمة الرمزية.
- إن حدود الأنظمة الرمزية في استيفاء حقيقة العالم ؛ تدفعنا لمراجعة الثقة المطلقة التي أودعناها في هذه الأنظمة. و بالتالي التحرر من الوثوقية ( الدغمائية ) و مراجعة وسائلنا و مناهجنا التي بها نحاور أو نتكلم العالم.
- إن هيمنة التقنية اليوم لم يعد شاهدا على مطلب تواصلي مع العالم ؛ بل يرتبط أساسا بنزعة تدميرية تحرص على فناءه و زواله.
* لحظة صياغة الخاتمة :.
التأكيد على أهمية العالم بالنسبة للإنسان ؛ عيشا و تمثلا ؛ و استخلاص خصوصية العلاقة بين الإنسان والعالم بما هي علاقة مر ضرورة عبر وسائط مادية و معنوية.
" ليس هناك واقع فيما وراء الواقع الموجود، ليس هناك عمق يضيء، والظاهر بالنسبة لي ليس نقيض الوجود، ليس قناعا، بل إنّه الحياة وهي تسخر من نفسها لكي تجعلني أعتقد أو أشعر بأنّها مجرّد مظهر".
ف * نيتشه
مسألة التواصل و الأنظمة الرمزية.
الأستاذ فيصل خضر
(الموضوع ) : قيل " الإنسان يتكلم العالم و لا يكلم العالم "
الإثبات النفي انظر في وجاهة هذا الرأي.
* لحظة التمهيد :
إن وجود الإنسان في العالم و بقائه يقتضيان معرفته و بناء علاقة معه و هذه العلاقة تحتاج و وسائط و أنظمة من خلالها يعيد الإنسان تشكيل هيئة العالم و في هذا الإطار يتنزل القول " الإنسان يتكلم العالم و لا يكلم العالم ".
* لحظة طرح المشكل :
فكيف يتكلم الإنسان العالم ؟ و ما هي أدواته أي وسائطه في ذلك ؟ و هل نجح الإنسان من خلال الأنظمة التي صاغها من إدراك حقيقة العالم ؟ أم أن هذه الوسائط حالت دون ذلك ؟
* لحظة الاشتغال على المفاهيم :
الاشتغال على المفاهيم
العالم هو المفهوم المركزي الذي يتمحور حوله الموضوع.
* العالم هو العالم الموضوعي ؛ الذي نتمثله مباشرة عبر الحواس و يمكن ان نحوله الي عالم رمزي – حيث يقع بناؤه عبر تمثلات و رؤى و رموز متعددة و مختلفة.
* يتكلم : يتمثل / يترجم / يعيد انتاج و صياغة العالم الموضوعي غاية تحويله الي عالم رمزي.
* لحظة التحليل :
الاشتغال على المسلمات الضمنية
ملاحظة : يطالب التلميذ بتحليل الإقرار الوارد في صيغة الموضوع.
« إن الإنسان يتكلم العالم و لا يكلم العالم «
- يثير الموضوع إشكالية العلاقة بين الإنسان والعالم ؛ هل هي علاقة مباشرة تتم عبر الحواس أم هي علاقة من نوع آخر ؟
هل نعاشر العالم و ظواهره ؛ معاشرة مباشرة في منأى عن تمثلات و وسائط رمزية ؛ أم نوجد في العالم انطلاقا من علاقات مغايرة يتم إنتاجها و إنشاؤها ؟
- إن علاقة الإنسان بالعالم هي علاقة قديمة قدم الإنسان ذاته ؛ فالإنسان حاور العالم منذ وجوده ؛ من خلال الخرافة و الأسطورة ؛ و هذا الحوار المسكون بهاجس السؤال و هًمْ الإنسان المعرفي الذي يرتبط بمعرفة حقيقة الوجود و حقيقة الذات.
- تحديد العلاقة بين الإنسان و العالم – هل هي علاقة حوارية (ذات تحاور ذات ) – أم أنها علاقة ذات بموضوع ؟.
- يكشف القول عن العلاقة القائمة بين الإنسان والعالم و هي علاقة ذات بموضوع و نتبين ذلك من خلال – الإحالة اللغوية " لا يكلم العالم".
الإنسان هو الذات الفاعلة في هذا الحوار الذي تقيمه مع العالم ؛ هو الذات المبدعة " الإنسان يتكلم العالم ".
- الإنسان يتفاعل مع العالم و يتكلمه – أي يعيد صياغته و ترجمته في رموز يتمثلها عبر فكره ؛ مرتكزا في ذلك على أنظمة رمزية متعددة.
- الإنسان في علاقته بالعالم ؛ يتجاوز علاقته الأولى ؛ تلك العلاقة البدئية و المباشرة ؛ ليدخل في علاقة مابعد طبيعية بالعالم " علاقة ثقافية" تعكس امتياز الوجود الإنساني ؛ الذي يقفز فوق الطبيعي و الحسي و المباشر؛ ليندرج في عالم يتمثله و يكلمه من خلال رموز مختلفة تجمع بين الخرافي و الخارق و بين الدلالي و الاداتي و بين الجمالي و النفعي . يقول غارودي : " عندما تحكي الاسطورة على نحو مجازي و رمزي كيف حدثت الواقعة و لماذا؛ فأنها تعطي دلالة للعالم و للوجود الانساني و تقترح بذلك على الانسان نموذجا او طريقو مثلى للوجود و الفعل ".
- إن الصياغة الرمزية للعالم ؛ هي "لسان" العالم ؛ فالإنسان هو الذي يجعل من العالم متكلما فهو الذي يؤنسنه و يجعله" ذاتا متكلمة " لتتحرر من صمتها و إلغازها و تكتمها.
- يعكس القول طريقة حضور الإنسان في العالم و هو حضور قولي أي قد يتخذ عدة صور و أشكال ؛ " يتكلم " و هو ما يعكس تعدد اللغات " الأنظمة الرمزية " التي من خلالها" يتكلم الإنسان العالم " ؛ فاللغة و الأسطورة و المقدس و العلم و التقنية و النمذجة و الفلسفة ... ؛ كلها أشكال رمزية تعبر و تترجم هذا الحضور الإنساني في العالم. يقول برغسون " اننا نحيا في منطقة متوسطة بين الاشياء و بيننا ".
يقول "غوزدروف":" ينادي الإنسان العالم و يدعوه للوجود و قد يضاف إلي ذلك أن العالم يدعو الإنسان".
- الإنسان هو الذي يجعل من العالم موجودا – باعتبار أن العالم لا يعي وجوده و هو الذي يهبه قيمته و معناه.
- الإنسان هو الذي يجعل من العالم عالما – إذ يحوله من أشياء محسوسة إلي تمثلات فكرية و بالتالي فالإنسان – في جدليته مع العالم – و في صراعه مع ظواهره و ابهامه – يعيد إنتاج العالم و بنائه في شكل تمثلات و أفكار يمكن التعبير عليها بلغات عدة ( اللغة الرياضية – النماذج العلمية – الأدب – الشعر – اللغة اليومية ) كل هذه اللغات هي – أشكال و رموز تترجم العالم – و تضفي عليه إيقاع المعنى و الدلالة. يقول "غوزدروف" " انه ينتظر إيحاء الإنسان حتى يظهر ظهورا تاما " و يقول كذلك " إن الإنسان يتكلم العالم و لا يكلم العالم ". - الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتميز بالكلام – و بالتالي فاللغة هي تلك القدرة الخاصة بالنوع البشري مبدئيا على التكلم والتواصل - فالكلام هو قدرة ومهارة كل فرد على استخدام اللغة. و بالتالي تشكل اللغة مرجعية أساسية للكلام، كما يمنح هذا الأخير اللغة الحياة والتطور والاستمرارية.
- إن اللغة الكلامية هي خاصية مميزة للإنسان وحده ككائن عاقل، وهي لغة إبداعية ومتطورة وغنية بالدلالات، بينما تظل لغة الحيوان مجرد حركات غريزية وآلية تنتفي معها كل قدرة على التطور والإبداع.
- الإنسان يتكلم العالم – يعبر عن العالم يختزله يحوله يفسره و يفهمه من خلال أشكال و نماذج لغوية متعددة " قصيدة – قاعدة رياضية h2o - لغة فيزيائية ( لوحة مندالياف ) ...
- الإنسان يفكر في العالم ؛ فهو الكائن الذي يتميز بالقدرة على إضفاء المعنى على العالم. فالإنسان يتميز بفاعلية مضاعفة في علاقته بالعالم ؛ تنقسم إلي فاعلية نظرية تتمثل في المعنى و التفكير و التصور و أخرى عملية تتمثل في العمل و تغيير العالم عبر إخراجه من صورته الطبيعية الخام إلي صياغة رمزية.
- يتجاوز الإنسان العلاقة المباشرة و الحدسية مع العالم ؛ ليؤسس لعلاقة موضوعية ؛ يكون فيها لقاء الإنسان بالعالم لقاء المساءلة و الاستكشاف و العمل على تغييره ؛ ذهنيا و عمليا.
- الاعتراض على أن العالم حقيقة معطاة في استقلال عن الإنسان و بيان أن الحقيقة هي إنشاء و شان إنساني.
- يعكس القول إن كثرة الأنظمة الرمزية ؛ التي يتكلم من خلالها الإنسان العالم ؛ لا تتوقف عند حدود معرفة الحقيقة ؛ بقدر ما ترتبط بغاية الإنسان القصوى و المتمثلة في إنتاج المعنى و الدلالة ؛ باعتبار أن الإنسان هو من يهب العالم دلالته و معناه ؛ فالإنسان هو واهب الدلالات و المعاني و العالم في غياب الإنسان لا معنى و لا قيمة له . مثال ذلك : تجربة المقدس وما تمنحه من قداسة للعالم ؛ كالتمييز بين المقدس و الدنيوي أو الرؤية الفنية و ما تمنحه من جمال للعالم ؛ كذلك اللغة باعتبارها فضاء وجود.
- تمكن الإنسان من خلال الأنظمة الرمزية من تحرير العالم من الغموض و اللبس و تحرير ذاته من سيطرة العالم و القطع مع سيادته ليكون الإنسان هو السيد ؛ الذي يبسط سلطانه على العالم و ظواهره.
* لحظة النقاش :
استتباعات الأطروحة:
- رغم قيمة الأنظمة الرمزية التي مكنت الإنسان من التواصل مع العالم و الخروج من الانغلاق و تجاوز عتبة الجهل و التحرر من العجز؛ إلا أن العالم يبقى دائما عالما متلحفا بغموضه ؛ شحيحا في حقائقه و ما كثرة الأنظمة الرمزية و تنوعها إلا إحالة عن صعوبة إخضاع العالم و اكتشافه اكتشافا كليا .
- إن كثرة الأنظمة التي حاور من خلالها الإنسان العالم ؛ تعكس حجم الولع الذي أصاب الإنسان في علاقته بمطلب الحقيقة و بلوغ المعرفة الكلية شوقا منه لمعانقة الكلي.فتصورات الإنسان الذهنية عجزت عن استيفاء حقيقة العالم و حقيقة علاقته بالعالم.
- نظن إن "الإنسان يتكلم العالم" ؛ لكن من الواضح جدا أن هذا" العالم لا يتكلم" ؛ و إن تكلم فهو لا يقول الكثير ؛ ليبقى بإلغازه سيدا يمارس نفوذه على الإنسان . و هو ما أكدته النماذج العلمية حديثا .
- الإنسان يكلم العالم و يناجيه ؛ من خلال رموز متعددة ؛ فهو لا يتكلمه. لان حقيقة العالم لا يمكن أن تختزل في أي رؤية من رؤى العالم أو أي نظام من الأنظمة الرمزية.
- إن حدود الأنظمة الرمزية في استيفاء حقيقة العالم ؛ تدفعنا لمراجعة الثقة المطلقة التي أودعناها في هذه الأنظمة. و بالتالي التحرر من الوثوقية ( الدغمائية ) و مراجعة وسائلنا و مناهجنا التي بها نحاور أو نتكلم العالم.
- إن هيمنة التقنية اليوم لم يعد شاهدا على مطلب تواصلي مع العالم ؛ بل يرتبط أساسا بنزعة تدميرية تحرص على فناءه و زواله.
* لحظة صياغة الخاتمة :.
التأكيد على أهمية العالم بالنسبة للإنسان ؛ عيشا و تمثلا ؛ و استخلاص خصوصية العلاقة بين الإنسان والعالم بما هي علاقة مر ضرورة عبر وسائط مادية و معنوية.
" ليس هناك واقع فيما وراء الواقع الموجود، ليس هناك عمق يضيء، والظاهر بالنسبة لي ليس نقيض الوجود، ليس قناعا، بل إنّه الحياة وهي تسخر من نفسها لكي تجعلني أعتقد أو أشعر بأنّها مجرّد مظهر".
ف * نيتشه
مواضيع مماثلة
» تدريب على تحليل موضوع فلسفي مسألة النمذجة العلمية الأستاذ : فيصل خضر
» تحليل نص ابن رشد
» موضوع حول الخصوصية والكونية
» القدرة على بناء مقدمة لمقال فلسفي
» اصلاح موضوع بكالوريا تجريبية
» تحليل نص ابن رشد
» موضوع حول الخصوصية والكونية
» القدرة على بناء مقدمة لمقال فلسفي
» اصلاح موضوع بكالوريا تجريبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2nd يونيو 2013, 05:24 من طرف nadhem
» إلى أين تسعى ياجلجامش؟
27th سبتمبر 2012, 01:21 من طرف احمد حرشاني
» لست أدري! لست أدري!
27th سبتمبر 2012, 01:14 من طرف احمد حرشاني
» تلخيص مسالة الخصوصية والكونية
5th ديسمبر 2011, 01:04 من طرف احمد حرشاني
» شواهد فلسفية: الانية والغيرية
5th ديسمبر 2011, 01:03 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية
5th ديسمبر 2011, 01:02 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية اللغة
5th ديسمبر 2011, 01:02 من طرف احمد حرشاني
» شواهد :الانظمة الرمزية المقدس /الأسطورة
5th ديسمبر 2011, 00:57 من طرف احمد حرشاني
» شواهد من اقوال الفلاسفة عن الصورة
5th ديسمبر 2011, 00:53 من طرف احمد حرشاني